خام برنت يفقد أكثر من 2% بفعل غموض اتفاق خفض الإنتاج العالمي

وسعت أسعار الخام الدولي "نفط خام برنت" من تراجعها مع افتتاح السوق الأمريكية الثلاثاء لتفقد أكثر من 2% ، لتواصل خسائرها لليوم الثالث على التوالي ، مقتربة من ملامسة أدنى مستوى فى أسبوعين المسجل فى وقت سابق من تعاملات الأمس ، بفعل الغموض المحيط باتفاق خفض الإنتاج العالمي ،خاصة مقدار التخفيضات التي سوف ينفذها منتجين كبار خارج تحالف أوبك بلس ، بالإضافة إلى كون إجمالي التخفيضات المعلن عنها لن تكون كافية فى تحقيق التوازن سريعا فى السوق.

انخفض خام برنت بنسبة 2.3% إلى مستوي 31.10$ للبرميل ، من مستوى الافتتاح عند 32.22$ ، وسجل أعلى مستوي عند 32.30$.

عند تسوية الأسعار يوم الاثنين ،انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.7% ، فى ثاني خسارة يومية على التوالي ،وسجلت أدنى مستوى فى أسبوعين عند 30.64$ للبرميل ، بفعل الاستقبال الفاتر لاتفاق أوبك بلس التاريخي.

وعلى صعيد تعاملات الأسبوع الماضي، فقد الخام الدولي "نفط برنت" نسبة 9% ، فى سادس خسارة أسبوعية خلال السبعة أسابيع الأخيرة ، بفعل التوترات داخل تحالف أوبك بلس ،بالإضافة إلى مخاوف الطلب العالمي.

أعلنت الدول الأعضاء فى منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفائها من المنتجين المستقلين وعلى رأسهم روسيا ،المعروف عالميا باسم تحالف أوبك بلس، يوم الأحد عن التوصل إلى اتفاق تاريخي بخفض الإنتاج بحوالي 9.7 مليون برميل يوميا بداية من أيار/مايو المقبل.

وقال التحالف العالمي أن هذا الاتفاق التاريخي جاء بعد محادثات مطولة على مدار أربعة أيام ، وعقب ضغط الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لتحقيق الاستقرار فى السوق ودعم الأسعار المنهارة.

وينفذ تحالف أوبك بلس تخفيضات بإجمالي 9.7 مليون برميل يوميا على مدار شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو، تتقلص إلى 7.7 مليون برميل يوميا تنفذ من تموز/يوليو حتى 31 كانون الأول/ديسمبر القادم، وتتقلص مرة أخرى إلى 5.7 مليون برميل يوميا تنفذ من بداية كانون الثاني/يناير 2021 حتى 30 نيسان/أبريل 2022.

وقال تحالف أوبك بلس إنه يريد من منتجين من خارج المجموعة ، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل والنرويج خفض 5% من الإمدادات العالمية بما يعادل 5 مليون برميل يوميا.

وقالت مصادر فى أوبك بلس لوكالة رويترز إن تخفيضات الإنتاج الفعلية قد تصل إلى حوالي 20 مليون برميل يوميا ،بفضل تخفيضات طوعية أعمق من بعض أعضاء تحالف أوبك بلس ،بجانب مساهمات من الدول غير الأعضاء فى التحالف العالمي.

وحتى الآن لم يعلن بشكل رسمي مقدار مساهمة المنتجين الغير الأعضاء فى تحالف أوبك بلس وعلى رأسهم الولايات المتحدة "أكبر منتج للنفط فى العالم" فى هذا الاتفاق التاريخي لخفض المعروض فى السوق ،وزادت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب " الغموض بشكل أكبر حول التخفيضات العالمية.

قال ترامب عبر تويتر " بعد أن شاركت فى المفاوضات ، أقول إن أوبك وشركاءها يتطلعون إلى خفض بحوالي 20 مليون برميل ،وليس 10 مليون برميل يوميا كما تردد".

وتوقعت وكالة الطاقة الأمريكية انخفاض إنتاج النفط الصخري فى الولايات المتحدة ، بكمية قياسية فى نيسان/أبريل الجاري ،بسبب خسائر المنتجين جراء الأسعار الرخيصة لأسعار النفط بالمقارنة بتكاليف الاستخراج.

وفى حالة حصول السوق على تفاصيل أكثر وضوحا حول تلك الصفقة التاريخية لخفض المعروض النفطي ، يعتقد الكثيرون إنه لن يكون كافيا لتحقيق التوازن سريعا ، حيث أن الطلب العالمي منخفضا فعليا بحوالي 30 مليون برميل يوميا ، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.