دراسة جديدة أظهرت أن المستثمرون يريدون الاستثمار في الذهب أكثر من الأسهم. اليكم الأسباب لماذا لا ننصح بذلك

يعزز الوضع الاقتصادي الدولي من حضور فرص الاستثمار في أي خطة مالية، وللاستثمار خيارات عدة، مثل تداول الأوراق المالية، أو العملات الرقمية، أو شراء السندات أو شهادات الاستثمار، أو العقارات والذهب، ولعل أول خيار "تداول الأوراق المالية" وآخرهم "الذهب" هي أكثر الخيارات الشائعة بين المستثمرين.

إذ ينجذب فريق للمعدن الأصفر كملاذ آمن وخاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية، بينما يرى آخرون أن الذهب وعلى الرغم من قلة تقلباته، إلا أنه لا يحقق عوائد قيمة كما هو الحال بالنسبة للأسهم، ومن هنا برز الجدل بين الفريقين، وتبلور تساؤل، أيهما أفضل الاستثمار في الذهب أم في الأوراق المالية.

تفضيلات المستثمرين

وفقا لاستطلاع رأي أجرته "مؤسسة غالوب"، يرى 26% من الأمريكيين أن الذهب الاستثمار الأفضل على المدى الطويل، من غيره من الأصول الأخرى، وجدير بالذكر أن النسبة في عام 2022 كانت ما يقرب من 15%، أي أنها تضاعفت خلال عام واحد.

وفي المقابل، فضل 18% من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع الأسهم كأفضل استثمار طويل الأجل في عام 2023، وانخفضت النسبة من 24% العام الماضي، فيما بلغت نسبة مفضلي الاستثمار في العقارات 34%، وهي نسبة منخفضة عن سنة 2022، حيث سجلت حينها 45%.

وينغمس هؤلاء في البحث عن وسطاء التداول عبر الإنترنت القادرين على توفير خيارات التداول المختلفة، ومن أهم الوسطاء، شركة XM التي تعد واحدة من أبرز شركات الوساطة المالية العالمية، حيث تقدم خدماتها عبر مكاتب منتشرة في 

 120 مدينة حول العالم، كما أنها توفر كل خيارات التداول الشائعة، مثل الفوركس، والعملات المشفرة، والأسهم، والسلع، ومؤشرات الأسهم، والطاقات، والمعادن الثمينة، وعلى رأسها الذهب.

ومن أبرز مميزات تداول الذهب عبر XM، أن التداول يكون دون إعادة تسعير أو رسوم إضافية، وتوفر رافعة مالية تصل الى 1000:1، ودون فوائد تبييت على حسابات "Ultra Low"، وأن المضاربة على توجهات السوق الصاعدة  والهابطة.

أداة تحوط

في أوقات الأزمات المالية والركود الاقتصادي غالبا ما يُنظر إلى معدن الذهب باعتباره أكثر المعادن الثمينة قدرة على التحوط المالي ضد التضخم، وملاذ آمن ضد تحولات الأسواق، بحكم أنه أقل عرضة للتقلبات السريعة التي يمكن أن تعصف بجزء كبير من الاستثمارات.

فالذهب من وجهة نظر البعض قادر على الاحتفاظ بقيمته، وخاصة في ظل موجة الارتفاعات القوية لأسعار الفائدة الأمريكية التي ينتهجها الفيدرالي الأمريكي لمحاربة معدلات التضخم المرتفعة، والتي أثرت سلبا على قيمة الدولار، وبمعنى آخر فإن الاضطراب في القطاع المصرفي وما صاحبه من تقلبات في سوق الأوراق المالية، عزز من حضور الذهب في الخطط المالية للمستثمرين أكثر من الأسهم.

إجابة التساؤل

في هذا المحور سنكشف حقيقة تفوق الذهب على الأسهم كأفضل استثمار طويل الأجل، من خلال استعراض أدائهما تاريخيا، فخلال آخر 40 عاما ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 2،441٪ منذ عام 1983، فيما ارتفع الذهب 357% من عام 1983، أي أن S&P 500 زاد ما يقرب من سبع مرات أكثر من الذهب، ففي 1983 كان  متوسط سعر إغلاق الذهب 423 دولارًا، في حين كان متوسط سعر الإغلاق لمؤشر S&P 500 ما يقرب من 160 دولارًا. 

وإذا ما قلصنا المدة لآخر 10 أعوام سنجد أن ستاندرد آند بورز 500 ارتفع 148% منذ 2013 ، فيما زاد سعر الذهب بنسبة 37%،إلا أننا إذا ركزنا البحث على الفترة التي سبقت الأزمة العالمية في 2008، وما حولها، وبالتحديد بين عامي 2007 و2010 سنجد 

 ارتفاع سعر الذهب 76% تقريبًا، مقابل انخفاض مؤشر S&P 500 في نفس الفترة بنسبة 23%، وهو ما يؤكد أن الذهب لا يحقق ملاذا آمانا إلا خلال فترات الاضطرابات المالية، أما ما عدا ذلك تكون الغلبة للأسهم، وهو ما يدحض الادعاء بأن شراء الاستثمار في الذهب أفضل من شراء الأسهم والتداول فيها.

ولعل تضاعف أعداد الأمريكان المفضلين للاستثمار في الذهب عن الأسهم نابع من حالة التأزم الاقتصادي الذي يعد أبرز تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية، وجائحة كورونا، أي يتوقع تراجع ذلك التفضيل، إذا ما تعافى الاقتصاد العالمي، وتجاوز تداعيات الأزمة الدولية.

لماذا الأسهم أفضل؟

لعل أكثر ما يعيب الأسهم، هو ما يميزها في نفس الوقت، فالتقلبات المستمرة في أسعار الأسهم التي تشكل خطورة على رأس مال المتداول قد تحقق عوائد ربحية أعلى، وهنا ينصح بالابتعاد على التداول اليومي وخاصة للمتداولين المبتدئين، واعتماد استراتيجية التداول متوسط وطويل الأجل.

ومن أهم مميزات الأسهم أن امتلاكها يكون بشكل غير مباشر، أي أن المتداول لا يملك سلعة بشكل مادي ملموس كما هو الحال في الاستثمار المباشر في الذهب، ففي حالة الأسهم يمكن للمستثمر الاستفادة من عوائده بمجرد ارتفاع قيمة السهم، أما في حالة الاستثمار المباشر في الذهب لا يمكن الاستفادة منه حتى إذا ارتفع سعره إلا في حالة بيعه.

نصيحة استثمارية

تعد أهم نصائح النجاح في عالم التداول هي تنويع المحفظة الاستثمارية، بين الأصول المالية المختلفة، وعلى مستوى الأسهم لا يفضل تركيز رأس المال في سهم معين، وإنما يجب تنويع الأسهم تجنبا للمخاطرة التي قد تنشأ من خلال تقلبات الأسعار، أما بالنسبة للذهب فيفضل الاستثمار الغير مباشر فيه، من خلال شراء أسهم شركات تعدين المعدن الأصفر، والتي غالبا ما ينعكس أدائها السوقي على قيمة أسهمها، فكلما زاد سعر الذهب، انتعشت أسهمها، والعكس،  وحينها تكون قد أصبت عصفورين بحجر واحد، استثمرت في سوق الأسهم عبر وسيلة ملاذ آمنة تحمي من تقلبات فترات الركود الاقتصادي.

وتتعدد الخيارات أمام المستثمرين للتداول في الذهب، أو الاستثمار الغير مباشر في المعدن الأصفر، تأتي على مقدمتها شراء أسهم شركات تعدين الذهب، وهي الشركات العاملة في قطاع التنقيب عن الذهب، ويتمثل الخيار الثاني في صناديق التداول في البورصة، والتي تمتلك أسهم في شركات التعدين، وصناديق تداول الذهب اختيار فعال لأولئك الذين لا يمتلكون خبرة تحديد أسهم شركات التعدين المناسبة.