لماذا يجب الاهتمام بأسعار الديزل؟

بالنسبة للمواطن التقليدي في دولة ما، لا ينصب الاهتمام في الأغلب بالاقتصاد العالمي إلا من خلال ملء خزان وقود السيارة أو تشغيل الثلاجة أو تدفئة المنزل.
وفي الوقت أيضا الذي يصعب فيه زيادة توعية المستهلكين بمؤشرات التضخم أو بمدى الخسائر التي بتيكبدها سوق الأسهم في بلاده، إلا أن التوعية والاهتمام أيضا لا يزال ينصب على أسعار الوقود والاحتياجات الأساسية اليومية بالنسبة له.

ووفقا لتقرير نشرته "سي إن بي سي"، فإن أسعار وقود الديزل لا تقل أهمية في المتابعة والاهتمام عن أسعار البنزين التقليدية.

ورغم أن الديزل يعد مؤشرا اقتصاديا هاما يجب متابعته، إلا أن تواجده بعيدا عن محطات الوقود التقليدية في الكثير من الأحيان يجعل أهمية متابعة أسعاره بعيدة عن دائرة اهتمام المستهلك.

وفي يومنا هذا، تتزايد أهمية أسعار الديزل بشكل كبير لا سيما وأن العالم وفي دول واقتصادات كبرى على رأسها الولايات المتحدة تعاني من نقص في الإمدادات من الديزل.

إذا ما هو الديزل؟ وما أهيمته؟

يعد ديزل أحد مشتقات الوقود ويتم إنتاجه خلال عمليات معالجة وتنقية النفط الخام، لكنه شديد الكثافة عند المقارنة بينه وبين البنزين.

يستخدم الديزل بشكل رئيسي في توفير الوقود اللازم لتشغيل أعمال صناعية والشحن وتشغيل الشاحنات الثقيلة والقطارات وأيضا البارجات وفي قطاع التعدين وحتى جرارات الزراعة.

إذا، في الوقت الذي يجب فيه الاهتمام بالبنزين بشكل وثيق، يجب أيضا أن يعي المستهلك جيدا مدى التكلفة والمشكلات المحيطة بالديزل هو الآخر.

وهناك مخاوف متزايدة في الآونة الأخيرة من وجود نقص شديد في المعروض وإمدادات الديزل لا سيما في فصل الصيف القادم بالولايات المتحدة نتيجة تراجع المخزونات من النفط الخام مما يؤثر على قدرات إنتاج مصافي التكرير.

هذه المخاوف بدأت تظهر جليا في المناطق الشمالية الشرقية الأمريكية التي تشهد فيها المخزونات انخفاضات قياسية، وتدرس إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بالفعل اللجوء إلى المخزونات الطارئة للديزل.

ومن أجل معرفة مدى تفاقم المشكلة، يكفي أن نعرف بأن سعر الديزل حاليا يزيد عما كان عليه بشكل كبير في عام 2008 عندما ارتفعت أسعار النفط وقتها إلى 147 دولارا للبرميل (بالمقارنة يتراوح سعر النفط حاليا قرب 110 دولارات للبرميل).