الاستثمار والتداول في أسواق السلع

يمكن تعريف السلع على أنها تلك المواد الأساسية في الحياة. وتظهر على عدة أشكال كمنتجات الخام والمنتجات النصف مصنعة والمنتجات المصنعة والتي يتم بيعها وشرائها في جميع أنحاء العالم وغالباً بكميات كبيرة.  تشمل السلع المختلفة طيف واسع من المواد كالبترول والذهب والقهوة وفول الصويا والخضار والفواكه وحتى أجزاء من الحيوانات. هناك ثلاث أنواع رئيسية من السلع وهي سلع الطاقة وسلع المعادن وسلع الزراعة والغذاء.  تشمل سلع الطاقة كل شيء من النفط والغاز والديزل إلى زيت التدفئة، وتتكون السلع المعدنية من معادن ثمينة مثل الذهب والفضة والبلاديوم والبلاتينيوم، وتشمل أيضا المعادن الأساسية التي تستخدم في مئات العمليات الصناعية مثل النحاس، والألمنيوم والحديد، والزنك، والنيكل. أما السلع الزراعية فتتكون من أغلب أنواع المواد الاستهلاكية من فول صويا والقمح وبعض الفواكة والخضروات إلى الماشية الحية، وتشمل أيضا المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة بالإضافة إلى المنتجات التي تدخل بالصناعات مثل القطن.

 تعتبر السلع استثماراً شائعاً بالرغم من أنها لا تنتج تدفقات نقدية، وغالبا ما تكون طفرات الأسعار فيها قصيرة الأجل. فما الذي يجده المستثمرون والمتداولون مثيراً للاهتمام بشأنها؟ سنذكر هنا بعض الأسباب التي تجعل الاستثمار والتداول بالسلع يحظى بشعبية كبيرة:

أولا: الحماية من التضخم

 يمكن أن توفر السلع الحماية من التضخم حيث إن أسعارها عادة ما ترتفع بشكل يواكب الارتفاعات في المستوى العام للأسعار أي معدل التضخم.

 ثانياً: انخفاض ارتباطها بالاستثمارات الأخرى

 تتميز السلع بانخفاض مستوى ارتباطها بالأصول الأخرى المتداولة في الأسواق، وغالبا ما تتحرك أسعار السلع لأسباب ذاتية مختلفة كثيراً عن أسباب تحرك الأسعار في المواد الأخرى أو الأصول والاستثمارات الأخرى كالأسهم والسندات والعملات. وبالتالي فإنه يمكن استخدامها كوسيلة لتنويع المحفظة والتقليل من المخاطر.

 ثالثاً: الاحتفاظ الفيزيائي

 تتميز بعض السلع بإمكانية الاحتفاظ بها بشكلٍ فيزيائي بشكل خاص السلعة الصلبة مثل الذهب والفضة والتي ممكن أن تشكل مخزناً للقيمة.

 رابعاً: التحوط ضد الاستثمارات الأخرى

 من الممكن استعمال التداول بالسلع كأداة تحوط ضد استثماراتٍ أخرى. على سبيل المثال امتلاك أسهم في شركة طيران والتي بطبيعتها تكون معرضة بشدة وبشكل مباشر لمخاطر ارتفاع وانخفاض أسعار النفط. ففي حال ارتفاع سعر النفط فإن سهم هذه الشركة سينخفض، وبالتالي للتحوط ضد هذه التقلبات ومن خلال أسواق السلع سيكون بالإمكان ومسبقاً شراء النفط مباشرة في أسواق البورصة، وفي حال ارتفاع أسعار النفط فإن هذا الارتفاع سيشكل ربحاً يعوض عن الخسائر الناتجة عن انخفاض في أسهم شركة الطيران.

طرق الاستثمار والتداول في السلع

الملكية المادية الفيزيائية

إن امتلاك السلع فعليا أمر غير واقعي للمستثمرين العاديين إذ أنه يصعب تخزين العديد من السلع. ولكن قد تكون قادراً على امتلاك بعض المعادن الثمينة لأنها صغيرة وسهلة التخزين، قد يتضمن ذلك بعض التكاليف، ولكنها ليست بالكبيرة.

أسهم الشركات المتخصصة في السلع

 وهي من أكثر الطرق المباشرة للاستثمار في السلع، هي شراء أسهم في الشركات المتخصصة في قطاعات معينة في إنتاج المواد مثل التعدين، أو إنتاج الطاقة، أو إنتاج المنتجات الزراعية، أو معالجة المعادن الجاهزة. ويعتبر هذا النوع من الاستثمار أقل تكلفةً من الاستثمار بالصناديق الاستثمارية للسلع بسبب انخفاض رسوم الاحتفاظ والإدارة، ولكن على الجانب الآخر سيكون هناك انخفاض في مستوى ونسبة تنوع الاستثمار.

صناديق الاستثمار في السلع 

وهي صناديق الاستثمار التي تستثمر في مجموعة من الشركات الأساسية المتخصصة في قطاع معين كالطاقة أو الزراعة والتعدين كما ذكرنا سابقا. ميزة الاستثمار من خلال صندوق هو ارتفاع مستوى التنوع بالإضافة إلى توفير الوقت حيث إن مسؤولية اختيار هذه الشركات تقع على عاتق الشركة الاستثمارية التي تدير هذه الصناديق. 

صناديق الاستثمار المتداولة ETF 

هذه الصناديق على نوعان، النوع الأول هي الصناديق المتداولة في البورصة المتخصصة بالسلع (ETFs) وهي تستثمر بالشركات المنتجة للمواد. والنوع الثاني هو الشركات الاستثمارية التي تستثمر مباشرة بالسلع (ETCs).

العقود الآجلة 

نشأت العقود الآجلة تاريخياً كوسيلة للمزارعين لتحديد سعر تسليم البضائع في المستقبل بهدف الحصول على تمويل فوري لدفع التكاليف. حالياً يمكننا اعتبار هذه العقود الطريقة الأشهر في الاستثمار في السلع إذ أنها تتمتع بشفافية في آلية التسعير ويمكن الوصول إليها بمقابل جزء الصغير من قيمتها من خلال ما يسمى بالرافعة المالية، ولكن هناك مخاطر لا يمكن تجاهلها في الاستثمار والتداول فيها وتحتاج إلى مهارة وخبرة. 

نهايةً، لا بد من التنويه أن الاستثمار والتداول بالسلع على مختلف أنواعها يختلف بشكلٍ كبير عن الاستثمار والتداول بالأدوات الاستثمارية التقليدية ويحتاج إلى طرق مختلفة في التحليل والتنبؤ وإدارة الاستثمارات. وهو وبشكل عام غير مجدي على المدى الطويل باستثناء بعض المعادن الثمينة. وبالتالي فإن اكتساب المهارة والتي تأتي مع الوقت والجهد والتي قد تكون مكلفةً في البداية، يعتبر من أساسيات النجاح في هذا المجال.

تنبيه: هذا المحتوى هو معلومات تعبر عن رأي كاتبها فقط ولا يشكل نصيحة مالية أو إستثمارية، ولا تقدم شركة (ACY) أي تعهد أو ضمان فيما يتعلق بدقة أو إكتمال المعلومات المقدمة من قبل كاتب المحتوى، ولا تتحمل أي مسؤولية عن أي خسارة ناجمة عن أي إستثمار قائم على توصية أو تكهن أو معلومات مقدمة في هذا المحتوى.