نحو عالم الميتافيرس.. شركة ميتا توقف خدمة مميزة للفيسبوك

 أعلنت شركة ميتا "فيسبوك" سابقاً أنها ستنهي دعمها للمقالات الفورية خلال ستة أشهر المقبلة، وهي تلك الخدمة التي قدمتها لما يقرب من سبعة أعوام، حيث قررت الشركة عام 2015 إطلاق تكنولوجيا جديدة من خلال التطبيق على الهواتف المحمولة، تلك التكنولوجيا التي وفرت  طريقة أسرع لتوزيع المحتوى الذي ينتجه الناشرون في مواقعهم.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع رغبة ميتا في توجيه طاقتها بالكامل نحو تقنية الفيديوهات القصيرة، تلك الرغبة التي دعمتها بيانات رسمية تشير إلى أن قل من 3 % مما يراه الأشخاص حول العالم في "فيسبوك" هي منشورات تحتوي على روابط لمقالات إخبارية، وبحكم أن الشركة تجارية في الأساس فمن غير المنطقي الاستثمار في المجالات التي لا تتوافق وتفضيلات المستخدم.

تراجع الاهتمام السياسي

أكدت شركة ميتا أن هذا الإجراء مبني على نتائج رسمية تتعلق باهتمامات الجمهور، حيث أشارت نتائج تحليل البيانات إلى أن المستخدمين يريدون مشاهدة محتوى إخباري وسياسي بمعدلات أقل من الحالية، وفي المقابل يريدون قضاء وقت أطول في مشاهدة مقاطع الفيديو، خاصة القصيرة منها.

ويؤكد خبراء الإعلام الرقمي أن شركة "ميتا" نفذت استراتيجية إعادة الهيكلة والتي بدأتها مع تغير الأسم التجاري من "فيسبوك" أكتوبر العام الماضي، حيث تقوم الشركة بإعادة النظر في الخدمات التي لم تحقق النجاح الذي استهدفته عند إطلاقها وتوجيه مواردها إلى الميزات الجديدة التي تحقق رغبات المستخدمين، وتتماشى مع تطلعات الإنتقال نحو عالم الميتافيرس.

ويبدو من هذه التصريحات أن هذه الخطوة كانت متوقعة، لأن ميزة المقالات الفورية تراجعت خلال السنوات الأخيرة، فبات على الشركة إنهاؤها، في مقابل توجيه فريقها التقني ومواردها المالية والتقنية في خدمة الفيديوهات القصيرة عبر خاصية الريلز والإستوريز، وكل منهما تحظى باهتمام المستخدمين.

تأثير "تيك توك"

لم تكن خطوة ميتا لتوجيه الطاقات الفنية نحو خاصية الفيديوهات القصيرة إلى نتيجة حتمية لنجاح تطبيق "تيك توك" في السنوات الأخيرة، حيث استطاع التطبيق الصيني أن يجذب عدد ضخم من المتابعين خلال فترة زمنية قصيرة جداً، وذلك بفضل استراتيجية المحتوى المرئي القصير الذي تبنته، والتي أصبحت من أكثر الخدمات جذباً للمستخدمين والأكثر جذبا للمعلنين، وهو ما غير من اتجاهات سوق وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن المتوقع بعد اعتماد هذه الاستراتيجية أن تحقق الشركة نجاحاً كبيراً يضمن الحفاظ على مستخدمي الفيسبوك، ويحقق ميزة تنافسية مع غيره من التطبيقات وبالتحديد تطبيق "تيك توك"، وخاصة بعد إعلان شركة "جوجل" أنها ستجري تغييرات كبيرة فيما يخص المحتوى الإخباري التي تقدمه على محرك البحث الخاص بها، حيث من المتوقع أنها ستتوقف عن إعطاء الأولوية للمقالات الإخبارية.