تقرير الوظائف الأمريكية ..هل يقلص الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي؟

على حسب الأجندة الاقتصادية العالمية، يصدر اليوم الجمعة، تقرير الوظائف الأمريكية، والذي يوفر دليلا قويا حول صحة أكبر اقتصاد فى العالم خلال الربع الرابع من هذا العام ،ويتضمن الوظائف الجديدة التي نجح الاقتصاد الأمريكي فى إضافتها خلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ،كما يتضمن معدل البطالة ومعدل الأجور بالساعة. 

وخلال خطابه هذا الأسبوع فى معهد بروكينغز بواشنطن ،عبر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" عن تراجع الضغوط على صانعي السياسة النقدية الأمريكية ،وأكد أن البنك المركزي يعتزم إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة في كانون الأول/ديسمبر.

وتفاعلا مع هذا الخطاب مباشرة ، ارتفع تسعير العقود الآجلة لاحتمالات رفع أسعار الفائدة الفيدرالية بمقدار 50 نقطة أساس فى كانون الأول/ديسمبر من 67.5% إلى 80% ، و انخفض تسعير العقود الآجلة لاحتمالات الرفع بمقدار 75 نقطة أساس من 32.5% إلى 20 %.

وعقب خطاب جيروم باول ،انتقل تركيز وترقب أسواق المال العالمية إلى تقرير الوظائف الشهرية فى الولايات المتحدة ،والذي قد يقلص الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي ،بما يساهم بتقليص وتيرة رفع أسعار الفائدة الفيدرالية خلال الفترة المقبلة.

أكد أعضاء الاحتياطي الفيدرالي أكثر من مرة أنه من أجل تحقيق هدفهم لكبح التضخم، فإنهم بحاجة إلى تحقيق توازن أكبر بين عرض العمالة والطلب ،وقال جيروم باول، بعد أن رفع المركزي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى لرابع مرة على التوالي الشهر الماضي، إن ظروف سوق العمل لم تنخفض بعد بطريقة واضحة.

وعليه سوف التقرير بقوة فى إعادة تقييم فرص قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماع 13-14 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

نحاول هنا فى موقع "أف اكس نيوز تودي" من خلال هذا الموضوع ،توفير أكبر قدر من المعلومات عن تقرير الوظائف الأمريكية ،مع التطرق إلى التأثير المحتمل على أداء أسواق المال العالمية.

التوقيت

تصدر بحلول الساعة 13:30 جرينتش بيانات الوظائف بالقطاع الغير زراعي التوقعات تشير إلي إضافة الاقتصاد الأمريكي 200 ألف وظيفة جديدة خلال تشرين الثاني/نوفمبر من إضافة 261 ألف وظيفة في تشرين الأول/أكتوبر ،مع استقرار معدل البطالة عند مستوي 3.7% ، ويصدر أيضا متوسط دخل الفرد بالساعة المتوقع ارتفاع 0.3% من ارتفاع 0.4% الشهر السابق.

التوقعات

إذا جاءت بيانات الوظائف الأمريكية أسوأ من التوقعات خلال تشرين الثاني/نوفمبر ، أمرا يعطي علامة سلبية جديدة على تمسك الاقتصاد الأمريكي بمسار النمو خلال الربع الرابع ،بعدما سجل نمو بأفضل من تقديرات الخبراء خلال الربع الثالث.

وعليه سوف يرتفع تسعير احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس فى كانون الأول/ديسمبر من 80% إلى فوق 90% على الأقل.

حينها سوف ينزلق مؤشر الدولار الأمريكي لمستوى أدنى جديد فى عدة أشهر ، عاكسا استمرار الهبوط الواسع فى مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية و الثانوية.

مع احتمالات قوية لاستمرار هبوط عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ،وتسارع عمليات الشراء القوية فى أسواق الأسهم فى وول ستريت ، بالإضافة إلى استمرار الصعود الواسع فى أسواق السلع والمعادن.

وإذا جاءت البيانات أفضل كثيرا من التوقعات ،سوف تتراجع احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس من 80% إلى أقل من 60% ، وترتفع احتمالات الرفع بمقدار 75 نقطة أساس من 20%إلى فوق 40%.

وعليه سوف تنتعش مستويات الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات العالمية ، مع تعافي عوائد سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل ، وهبوط أسواق الأسهم فى وول ستريت ، وانخفاض أسعار المعادن والسلع.