هل ما زال الوقت مبكرًا للاستثمار في الذكاء الاصطناعي؟ 5 عوامل يجب الانتباه إليها

عند الحديث عن الاقتصاد العالمي والاستثمارات في القطاعات المختلفة، يبرز قطاع الذكاء الاصطناعي كأحد أكبر القطاعات المساهمة، والتي من المتوقع وفقًا لتحليلات العديد من الخبراء والشركات أن تستمر في الزيادة بشكل مطرد، وقد تصل إلى ما يبلغ 15.7 تريليون دولار أمريكي عام 2030، وذلك مع زيادة استخدام منتجات تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في المجالات المختلفة.

وفي ظل هذا الزخم حول صناعة الذكاء الاصطناعي أصبح هناك تساؤلات لدى المستثمرين حول مدى جدارة هذا القطاع بثقتهم، وهل أصبحت عوائده وأرباحه مضمونه؟ أم أن الوقت لا زال مبكرًا للحكم عليه؟ 

وبينما توجد حالة من عدم اليقين لدى البعض، يرى المعظم أن هذا الوقت الأمثل للاستثمار في هذا القطاع إما لثقتهم في استمراريته، أو رغبة في اقتناص الفرصة في ظل حالة الزخم الحالية التي يشهدها القطاع.

الاستثمار الصحيح في الذكاء الاصطناعي

لا يتوقف نجاح الاستثمار في صناعة الذكاء الاصطناعي، والاستثمار بشكل عام يعتمد على التوقيت فقط، وإنما بمجموعة من العناصر المختلفة في العملية الاستثمارية، مثل الشركة التي تستثمر الأسهم بها، حيث يرى الخبراء أنه من الأفضل ألا توجه استثماراتك نحو الشركات التي تركز كافة أنشطتها على الذكاء الاصطناعي فقط، وإنما الشركات التي تتنوع أنشطتها في صناعة التكنولوجيا بشكل عام وتتوزع أرباحها من كافة قطاعاتها، مما يجعل الاستثمار أكثر أمانًا حتى وإن كانت العوائد أقل.

كما أن شركة التداول التي تتعامل معها تمثل عنصر هام في نجاح الاستثمار باعتبارها وسيطك للسوق، حيث بإمكان الشركة توجيهك وإرشادك نحو الخيارات الاستثمارية الصحيحة في مجال الذكاء الاصطناعي، لذلك يجب الاستثمار مع شركة تداول ذات خبرة وموثوقة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال يمكنك تداول الأسهم والـ CFDs عن طريق شركة XM، حيث أنها ذات خبرة كبيرة بالأسواق العالمية والقطاعات المختلفة، كما تتيح منصات تداول متطورة وملائمة للخيارات الاستثمارية المختلفة مثل تداول الأسهم وعقود الفروقات ومؤشرات الأسهم وغيرها، بالإضافة لكونها مرخصة من الهيئات المالية العالمية المرموقة، ولها مكاتب في دبي تغطي خدمات الشركة في منطقة الشرق الأوسط، وتمنح لعملائها تجربة استثمار آمنة وموثوقة.

عوامل يجب الانتباه لها عند الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

في ظل تعدد وجهات النظر وبين متشائمين ومتفائلين بتجربة الذكاء الاصطناعي، فهناك مجموعة من العوامل التي يجب على من يرغبون في الاستثمار في هذا القطاع الانتباه إليها، وتاليًا أبرز 5 عوامل:

التقييمات المفرطة

هناك الآن زخم كبير حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والشركات التي تستثمر به، ولكن يجب على المستثمرين توخي الحذر من التقييمات المفرطة لهذه الشركات، حيث أن بعضها يروج لخطط حول التركيز على مجال الذكاء الاصطناعي فقط لزيادة أسعار أسهمها في السوق وتعزيز مكانتها، دون أن تكون هذه الخطط حقيقية.

وقد أثبت التوجه نحو الذكاء الاصطناعي نجاح كبير في هذا الشأن، فقد ارتفعت أسعار أسهم شركة "’Meta" على سبيل المثال بما يزيد عن 100% خلال العام الأخير نتيجة توجه الشركة نحو التركيز على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يدفع المستثمرين نحو الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، دون تقييم حجم استثماراتها في هذا المجال ومدى جدية خططها وإمكانات تطورها والعوائد المحتملة.

حجم المخاطر

أثار ظهور "ChatGPT" والنجاح المبدئي الكبير الذي أظهرته هذه التجربة حماس الكثير من المستثمرين نحو الذكاء الاصطناعي، وفي ظل هذا الحماس والاندفاع قد يتراجع الانتباه إلى المخاطر المحتملة، حتى وإن كانت نسبتها ضئيلة فإنها لا تزال موجودة، خاصة في ظل ما أثارته هذه التكنولوجيا من مخاوف متعلقة بالخصوصية والأمان والأخلاق، مما يجعل صناعة الذكاء الاصطناعي محفوفة بعدم اليقين.

تذبذب حجم الاستثمارات

يشهد سوق الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي اتجاهات متذبذبة، فقد شهد عام 2022 تراجع في صفقات تمويل الذكاء الاصطناعي بنسبة 4% مقارنة بعام 2021، كما انخفض عدد المعاملات بنسبة 10% وفقًا لإحصائيات شركة CB Insights، وشهد حجم التمويل تذبذب على أساس ربع سنوي خلال العامين المذكورين ذاتهما.

ولكن يرجح الخبراء أن هذا التذبذب لن يستمر على المدى الطويل مع اتجاه صناعة الذكاء الاصطناعي نحو الرسوخ والاستمرارية والاستقرار وزيادة اليقين والثقة في هذا المجال.

السلوك الاستثماري

يشهد الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي قدر كبير من الارتباك ويطغى السلوك الفضفاض على توجهات الشركات والمستثمرين نتيجة حداثة الصناعة وكذلك حجم الإمكانات والفرص الواعدة التي تحملها، فعلى سبيل المثال في عام 2017 وحده، بلغت تكلفة عمليات الاندماج والاستحواذ على الشركات المنتجة للذكاء الاصطناعي حوالي 21.8 مليار دولار.

وعلى جانب آخر يتدافع المستثمرون نحو الشركات المنخرطة في هذه الصناعة دون تقييم لأداء الشركة وإنما لمجرد ارتباط نشاطها بهذا المجال مما يجعلهم عرضة لمخاطر الاستثمار بشدة، وأصبح السلوك السائد هو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وليس في الشركات والمشاريع الجيدة للاستثمار في هذا القطاع.

السياسات التنظيمية

لا يزال الموقف التنظيمي من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي غير واضحًا، فكما ذكرنا هناك معضلات مرتبطة بهذه التقنية متعلقة بالأخلاق ومعايير التنافس والأمان التي قد تستدعي ظهور لوائح وسياسات حكومية لتنظيم استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما سيؤثر على مستقبل تطورها وانتشارها وبالتالي نمو الاستثمارات بها.

وبالرغم من أن التنظيم الحكومي والذي تخضع له كافة القطاعات ليس بجديد، إلا أن شكل هذا التنظيم لن يتضح إلا مع استمرارية تجربة الذكاء الاصطناعي واتضاح كافة الآثار السلبية التي قد تثيرها.

وبالرغم من كافة العوامل السابقة فلا يمكن إنكار حقيقة أن مجال الذكاء الاصطناعي هو من أكثر المجالات الواعدة نظرًا لأن هذه الصناعة عنصر هام في العديد من المجالات والصناعات المختلفة، مما يجعل تطوره واستمراريته أمر شبه حتمي، وهو ما يجعل البعض يرى أنه ليس من المبكر الاتجاه نحو الاستثمار في هذا القطاع.

ويستشهد البعض في الترويج للفرصة الذهبية الحالية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي بثورة الإنترنت في بداية الألفية الثانية، فعندما بدأ تداول الأسهم الخاصة بشركة جوجل عند طرحها عام 2004 للاكتتاب الأولي كانت قيمة السهم 85 دولار، بينما أصبح يبلغ اليوم حوالي 1130 دولار، ويمكن تخيل حجم الأرباح التي حققها المستثمرين الأوائل الذين اتبعوا استراتيجية الاستثمار طويل الأمد.