استقرار إيجابي للعقود الآجلة لأسعار النفط مع توالي ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأعلى له في شهر

تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي من الأعلى له منذ 21 من كانون الأول/ديسمبر وفقاً للعلاقة العكسية بينهم على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم ومع تقييم الأسواق لشدة تفشي الموجه الثانية لجائحة كورونا وتوفر وفاعلية اللقاحات مقابل التوقعات بالمزيد من التحفيز.

وفي تمام الساعة 05:30 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار خام النفط "نيمكس" تسليم شباط/فبراير المقبل بنسبة 0.41% لتتداول عند مستويات 53.35$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 53.13$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 52.98$ للبرميل.

كما ارتفعت العقود الآجلة لأسعار خام "برنت" تسليم آذار/مارس المقبل 0.32% لتتداول عند 56.25$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 56.07$ للبرميل، مع العلم أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 55.90$ للبرميل، وذلك مع انخفاض مؤشر الدولار 0.03% إلى 90.37 مقارنة بالافتتاحية عند 90.40، مع العلم أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند مستويات 90.50.

هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر الإسكان من قبل الرابطة الوطنية لبناة المنازل والتي قد تظهر استقرار عند 88 خلال كانون الثاني/يناير، وذلك بالتزامن مع تطلع الأسواق لإلقاء الرئيس الأمريكي السادس والأربعين جو بايدن كلمته حفل التنصيب الرئاسي التاسع والخمسون في العاصمة الأمريكية واشنطون.

وفي سياق أخر، تابعنا بالأمس فعليات جلسة استماع الكونجرس للمحافظة السابقة لبنك الاحتياطي الفيدرالي ومرشحة الرئيس الأمريكي الديمقراطي بايدن لمنصب وزير الخزانة جانت يلين أمام اللجنة المالية بمجلس الشيوخ والتي واجهت مقاومة جمهورية مبكرة لـ"خطة الإنقاذ الأمريكية" لمواجه التداعيات السلبية لجائحة كورونا بقيمة 1.9$ تريليون والتي أعلن عنها بايدن في نهاية الأسبوع الماضي.

وأعربت يلين خلال جلسة استماع ترشيحها أمام الكونجرس والتي يمكن تأكيد توليها لمنصب وزيرة الخزانة في إدارة بايدن بحلول غداً الخميس، لكون مساعدة العاطلين عن العمل والشركات الصغيرة ستوفر "أكبر ضجة مقابل المال" وحثت المشرعين على "التصرف بقوة" في جهود إنقاذ الاقتصاد المتضرر من الجائحة، مضيفة أن بلادها مستعدة لمواجهة الممارسات التجارية والاقتصادية الصينية "المسيئة" وأن إدارة بايدن لن تسعى لدولار ضعيف.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا في مطلع هذا الأسبوع تحذير مدير منظمة الصحة العالمية تادروس أدانوم من "فشل أخلاقي كارثي" بسبب طرح لقاح غير عادل لفيروس كورونا، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 94.12 مليون ولقي 2,034,527 شخص مصرعهم في 223 دولة. 

على الصعيد الأخر، تابعنا بالأمس كشف وكالة الطاقة الدولية عن تقريرها الشهري والذي خفضت من خلاله توقعاتها حول الطلب العالمي على النفط للعام الجاري 2021 بنحو 280 ألف برميل يومياً إلى 5.5 مليون برميل يومياً، وذلك مع تركيز خفض توقعاتها للربع الأول إلى 600 ألف برميل يومياً ويليه الربع الثاني بنحو 300 ألف برميل يومياً، نظراً لتفشي الموجة الثانية لفيروس كورونا عالمياً وفرض قيود الإغلاق من جديد في العديد من الدول.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا في نهاية الأسبوع الماضي أعرب وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار عن توقته بأن تستقر أسعار النفط خلال الفترة الحالية وأن تسجل نحو 57$ للبرميل خلال الربع الأول، مشيراً لكون الخفض الطوعي الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية والذي سيبلغ واحد مليون برميل يومياً خلال شباط/فبراير وآذار/مارس القادمان، سيساعد على استقرار الأسواق.

كما نوه وزير النفط العراقي عبد الجبار آنذاك لكون بلاده تجري مباحثات مع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة أو ما بات يعرف بـ"أوبك+" للسماح لها بتأجيل التعويض عن زيادة إنتاج السابقة، مضيفاً أن هناك تفهم لوضع بلاده وأزمته المالية، وذلك مع تأكيده على أن طلب العراق التأجيل لا يعني أن بلاده لن تلتزم باتفاق أوبك+ والذي يقضي بخفض الإنتاج خلال الشهر الجاري بواقع 7.2 مليون برميل يومياً.

ويذكر أن التقرير الشهري لمنظمة أوبك أفاد الأسبوع الماضي بأن إنتاج ليبيا ارتفع بواقع 136 ألف برميل يومياً إلى 1,244 ألف برميل يومياً، ونود الإشارة، لكون تحالف أوبك+ أقر في كانون الأول/ديسمبر إعفاء ليبيا من المشاركة في تخفيضات الإنتاج نظراً لاحتياج ليبيا إلى زيادة معدل إنتاجها النفطي للتغلب على الأزمات الاقتصادية التي تتواجها والتي تعاني منها مؤخراً.

ووفقاً لأخر التقارير الأسبوعية لشركة بيكر هيوز والذي صدر الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 12 منصات لإجمالي 287 منصة، لتعكس توالي مسيرات الارتفاع التي توقف منذ ثمانية أسابيع لأول مرة في تسعة أسابيع آنذاك قبل استأنف مسيرات الارتفاعات، ونود الإشارة، لكون المنصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في أمريكا تراجعت بواقع 419 منصة منذ 13 من آذار/مارس.

ويذكر أن الإنتاج الأمريكي استقرا الأسبوع الماضي عند مستويات 11.0 مليون برميل يومياً للأسبوع الرابع على التوالي، ونود الإشارة، لكون مستويات الإنتاج لا تزال تعكس تراجع بواقع 2.1 مليون برميل يومياً أو بنحو 19% من الأعلى له على الإطلاق عند 13.1 مليون برميل يومياً في آذار/مارس 2020، وذلك من جراء إغلاق منصات حفر وتنقيب مؤخراً نظراً لاتساع الفجوة بين تكلفة الاستخراج وسعر البيع وبالأخص عقب جائحة كورونا.