ما تأثير الاحتجاجات الصينية على أسعار النفط؟

تزايدت وتيرة الاحتجاجات في مناطق عدة في الصين في الأيام القليلة الماضية، ‏وذلك على خلفية استمرار سياسة الحكومة "صفر كوفيد" وتسببها في أضرار بالغة ‏للنشاط الاقتصادي لارتباطها بقيود الإغلاق.‏

وبالتبعية، أثر ذلك سلباً على أسعار النفط مع انتشار الإصابات بفيروس كورونا ‏وما تبعها من إغلاق وكذلك احتجاجات بين المواطنين في جميع أنحاء البلاد، مما ‏يلقي بظلال من الشك على استمرار مرونة الطلب على النفط من جانب ثاني أكبر ‏اقتصاد في العالم.‏

تصاعد الاحتجاجات

أثارت الزيادة الأخيرة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا موجة من الاحتجاجات ‏في جميع أنحاء الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع ، وبحلول صباح اليوم الاثنين ، ‏كان تأثيرها على أسعار النفط واضحًا بالفعل، مع انخفاض خام غرب تكساس ‏الوسيط إلى ما دون 75 دولارًا للبرميل في التعاملات الصباحية في آسيا وتراجع ‏خام برنت إلى 81 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ يناير/كانون الثاني مع اندفاع ‏المتداولين للبيع.‏

ويرى محللون أن على رأس المخاوف المتزايدة حيال ضعف الطلب على الوقود ‏في الصين هي زيادة حالات ‏COVID-19‎، وأدى ذلك إلى عدم اليقين السياسي.‏

وعلاوة على ذلك، أدت الاحتجاجات النادرة الناجمة عن فرض الحكومة الصينية ‏قيودا صارمة تتعلق بجائحة كورونا إلى مبيعات على عقود الخام وغيرها من ‏السلع.‏

ومن المرجح أن يستمر هذا التأثير مع استمرار الاحتجاجات، فالاحتجاجات ليست ‏أمرًا شائعًا في الصين ، والآن تشير التقارير إلى وجود احتجاجات في العديد من ‏المدن الكبيرة، على الرغم من أن حجم الاضطرابات لا يزال غير واضح ، كما ‏لاحظت سي إن بي سي.‏

ورغم هذا، فإن حقيقة احتجاج الناس كافية لإحداث طفرة في التقلبات في أسواق ‏النفط. والتقارير عن اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.‏

وذكرت قناة نيوز آسيا في وقت سابق اليوم أن متظاهرين ورجال الشرطة اشتبكوا ‏في شنغهاي بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات.‏

ويعتقد بعض المحللين أن أوبك + ستحتاج إلى التدخل بخفض إضافي للإنتاج لمنع ‏الأسعار من الانخفاض أكثر.‏

قال الرئيس التنفيذي لشركة ‏Emori Fund Management‏ ، وهي شركة إدارة ‏أصول يابانية ، لـ ‏CAN‏: "المعنويات الهابطة تتزايد في سوق النفط مع تزايد ‏المخاوف بشأن الطلب في الصين وعدم وجود إشارات واضحة من منتجي النفط ‏لمزيد من خفض الإنتاج". ‏

وقال تيتسو إيموري: "ما لم توافق أوبك + على خفض إضافي لحصة الإنتاج أو ‏تحركات الولايات المتحدة لإعادة تحميل احتياطياتها البترولية الاستراتيجية ، فقد ‏تتجه أسعار النفط إلى مزيد من التراجع".‏