المفوضية الأوروبية تقترح خفض استخدام الغاز فى أوروبا بنسبة 15%..لماذا؟

اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الأربعاء قيام الدول الأعضاء بخفض استخدام الغاز الطبيعي بنسبة 15% حتى آذار/مارس ،فى انتظار موافقة الأغلبية للمضي قدما فى التنفيذ.

أسباب هذا الاقتراح ومدي نجاحه وتأثيره المحتمل على الأسعار والتضخم فى القارة الأوروبية العجوز ،كل تلك التفاصيل هي محور هذا التقرير!

الاقتراح

اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الأربعاء قيام الدول الأعضاء بخفض استخدام الغاز الطبيعي بنسبة 15% من آب/أغسطس المقبل حتى آذار/مارس 2023.

من المقرر أن يناقش دبلوماسيون من دول الاتحاد الأوروبي هذا الاقتراح يوم الجمعة، بهدف الموافقة عليها في اجتماع طارئ لوزراء الطاقة في الدول الأعضاء في 26 تموز/يوليو الجاري.

الأسباب

أعاذت أورسولا فون دير لاين هذا الاقتراح إلى الوقف التام المحتمل لتدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا ،وقالت إن روسيا تبتزنا وتستخدم الطاقة كسلاح ،لذلك يجب أن تكون أوروبا جاهزة لأي أمر طارئ.

وكانت أوروبا تعتمد على 40% من الغاز الروسي قبل غزو روسيا لأوكرانيا ، انخفضت تلك الإمدادات إلى أقل من 30% بالمقارنة لمتوسط الفترة من 2016 إلى 2021.

أوضحت أورسولا أن الاحتمال القائم بقطع الغاز تماما من جانب روسيا، سيؤدي لانكماش الناتج المحلي بأوروبا بنسبة 0.9 إلى 1.5% ،ودعت حكومات الاتحاد الأوروبي لتفعيل خطط الطوارئ فيما يخص استهلاك الغاز بنهاية أيلول/سبتمبر المقبل.

حذر صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي من أن خفض روسيا للغاز قد يغرق الاقتصادات الأوروبية في الركود، مما يزيد من أزمة الوقود التي أدت إلى ارتفاع فواتير المستهلكين.

مدى النجاح

يتوقف نجاح هذا الاقتراح أولا على موافقة أغلبية الدول الأعضاء خاصة ألمانيا و إيطاليا التي تعتمد بشكل شبه كامل على الغاز الروسي.

ثانيا على سرعة نجاح الدول خلال الفترة الحالية فى ملء مخزونها من الغاز الطبيعي قبل قدوم فصل الشتاء ،قبل قيام موسكو بتقييد الإمدادات فعليا.

التأثير المحتمل

من المتوقع أن يقلل اقتراح المفوضية الأوروبية من تفاقم أزمة الوقود ، لكن من المرجح على نطاق كبير أن يؤدي إلى المزيد من ارتفاع الأسعار وصعود التضخم إلى مستويات قياسية جديدة. 

سجل مؤشر أسعار المستهلكين فى أوروبا ارتفاعا بنسبة 8.6% فى حزيران/يونيو ، كأعلى مستوي على الإطلاق منذ تجميع تلك البيانات ،متجاوزا توقعات ارتفاع بنسبة 8.4% ،وسجلت الأسعار ارتفاعا بنسبة 8.1% فى أيار/مايو.

دفعت تلك البيانات بعض أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي إلى التصريح بضرورة اتخاذ خطوات أكثر تشددا حتى لا يخرج التضخم عن نطاق السيطرة.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد" أن البنك المركزي سوف يعمل على تراجع التضخم حتى لو تسبب ذلك ألم اقتصادي فى أوروبا.